فربما موقع فيسبوك الشهير يجعل حياتك تعيسة، إذا كنت ترغب أن تكون أكثر سعادة في 2018 فقد حان الوقت لتقوم بتسجيل الخروج من هذه الشبكة الاجتماعية الأكثر شعبية في العالم.
“أظهرت الدراسات أن أخذ استراحة من فيسبوك له آثار إيجابية وجيدة بالنسبة لزيادة الرضى وإيجابية مشاعرنا في الحياة، بالإضافة إلى ذلك فقد ثبت ظهور الآثار السلبية بنسبة كبيرة على مدمني فيسبوك ومستخدميه السلبيين ومن يميلون إلى حسد الآخرين على الموقع”.
ووفقاً لتجربة فيسبوك، الابتعاد عن هذا الموقع يؤدي إلى الرفع من مستويات السعادة والرفاهية، وذلك وفقاً لمقال نشر مؤخراً في مجلة علم النفس والسلوك في الشبكات الاجتماعية الالكترونية.
تم إعداد هذه المقالة اعتماداً على دراسة تم إجراؤها في الدنمارك نهاية عام 2015 من طرف معهد بحوث عن السعادة حيث قام نصف المشتركين بإغلاق فيسبوك لأسبوع، ووجدت الدراسة دليلاً مقنعاً ومؤكداً على تأثير الموقع على سعادتنا ورفاهيتنا بشكل سلبي.
هل تشعر بالحسد؟
المشكل الأكبر لاستخدام فيسبوك هي أنه يعطي فرصاً لا متناهية للمقارنة الاجتماعية.
حيث ظهر أن رؤية صور الرحلات الممتعة لأصدقائك ومتابعة أهم إنجازات العمل لدى معارفك قد يزيد من شعورك باليأس حيال وضعك الحالي.
وتؤكد نظرية المقارنة الاجتماعية على: “إننا نحدد قيمتنا الاجتماعية والشخصية اعتماداً على مقارنتنا مع الآخرين، ونتيجة لذلك نعبر عن تقييمنا الذاتي لأنفسنا عبر مجموعة متنوعة المجالات في (الجاذبية، الثروة، الذكاء والنجاح)”
وتؤكد الدراسة أن عدم استخدام فيسبوك لمدة أسبوع حقق أعظم الفوائد لثلاثة أنواع من المستخدمين:
مستخدمي فيسبوك المدمنين
المستخدمين السلبيين لفيسبوك (من يتصفح بسرعة).
المستخدمين الحُسّاد.
“إذا كنت مدمناً على فيسبوك فيجب عليك تقليل استخدامه لزيادة سعادتك. وإذا كنت غالباً ما تشعر بالحسد على فيسبوك، فيجب عليك أن تبتعد عن تصفح مواقع الأصدقاء مصدر هذا الحسد. وفي حال كنت تستعمل فيسبوك بشكل سلبي فعليك أن تقلل من هذا السلوك”.
50 دقيقة..
يقضي الشخص الأميركي العادي حوالي 50 دقيقة في المعدل يومياً في تصفح فيسبوك. وهذا قدر كبير ومهم من الوقت، ووفقاً لمكتب إحصاءات العمل، فإن الشخص العادي يقضي 4 دقائق يومياً في المناسبات الاجتماعية و 17 دقيقة في التدريب الرياضي و 19 دقيقة في القراءة.
ما الذي يدفعنا لاستخدام فيسبوك؟
في عام 2011، أراد اثنان من علماء النفس في مدينة بوسطن اكتشاف السر الذي يدفعنا لاستخدام فيسبوك.. ووجدوا:
هناك حاجتان أساسيتيان هما الانتماء وإظهار الذات، وتسهم العوامل الديموغرافية والاجتماعية في تعزيز الحاجة للانتماء بينما تسهم الحالة العصبية، النرجسية، الخجل والثقة بالنفس في إظهار الذات والطبيعة الإنسانية.
وبينما هناك رغبات كامنة (كالانتماء والإثبات) لتشجيعنا على استخدام الموقع، فيبدو من غير المنطقي أن المستخدمين الذين يشعرون بالسوء بعد زيارة الموقع يستمرون في الدخول إليه، فما الذي يحدث؟
تنبؤ خاطئ..
إن الهدف من استخدام فيسبوك قد لا يكون دائماً نفسه عندما نسجل فعلياً الدخول له. التنبؤ العاطفي هو التعبير الذي نتوقع به شعورنا في المستقبل والذي هو على صلة كبيرة بطريقة استخدامنا للموقع.
التواصل مع الأصدقاء يعطينا شعوراً جيداً إلا أن مشكلتنا هي أنه بمجرد دخولنا للموقع بغرض التواصل نجد أننا نتواصل بشكل أقل ونزيد من مقارنتنا الاجتماعية.
موقع فيسبوك هو مجرد اختراق في النهاية، فهو يتنصت على رغباتنا البشرية الداخلية ويستمر في النمو حتى عندما يعبر مستخدموه عن عدم رضاهم بعد استخدامه، كما أنه يستفيد من عدم قدرتنا على التنبؤ بشكل صحيح بكيفية استخدامه.
اجعل أهم قراراتك هذه السنة الخروج من هذا الموقع لتعيش حياتك بطريقة أفضل وبإنتاجية أكبر.
وإذا كنت من الأشخاص المجبرين على البقاء ضمن هذه المقارنة الاجتماعية فقد يكون عام 2018 عام خروجك من فيسبوك، وكمكافأة لك، ستكسب أكثر من 300 ساعة من وقتك.
المصدر : أخبار العلوم