حادث سير الوفد القطري . . شهدت مدينة شرم الشيخ المصرية فجر الأحد، الموافق 12 أكتوبر 2025، فاجعة أليمة هزت الأوساط الدبلوماسية والشعبية في مصر وقطر على حد سواء، إثر وقوع حادث سير الوفد القطري المروع، الذي كان في طريقه إلى المدينة الساحلية استعداداً للقمة الدولية المرتقبة. أسفر الحادث عن وفاة ثلاثة من أعضاء الوفد وإصابة ثلاثة آخرين، في صدمة تأتي قبل ساعات من انطلاق فعاليات “قمة شرم الشيخ للسلام” الكبرى.
حادث سير الوفد القطري وموقع الكارثة
وقع حادث سير الوفد القطري مساء السبت على الطريق الدولي الرابط بين مدينتي الطور وشرم الشيخ، وتحديداً بالقرب من “طريق النفق” وعلى بعد حوالي 50 كيلومتراً من شرم الشيخ. كانت السيارة تقل ستة أشخاص، خمسة منهم من منتسبي الديوان الأميري والسفارة القطرية في القاهرة، بالإضافة إلى السائق المصري.
تشير التقارير الأمنية الأولية وشهادات المصادر المطلعة إلى أن سبب حادث سير الوفد القطري يرجع على الأرجح إلى السرعة الزائدة أو اختلال مفاجئ في عجلة القيادة، وذكرت بعض المصادر تحديداً احتمال انفجار أحد إطارات السيارة. أدى هذا الاختلال إلى انقلاب المركبة عدة مرات، مما أسفر عن هذه الخسارة المفجعة في الأرواح.
الضحايا والمهام اللوجستية للوفد
الضحايا الثلاثة من الجانب القطري، الذين كانوا على متن السيارة المنكوبة، هم موظفون إداريون ومنتسبون للديوان الأميري والسفارة القطرية في القاهرة. وقد أوضحت المصادر أن مهمتهم كانت لوجستية بحتة، تتمثل في القيام بالتجهيزات اللازمة وإعداد السيارات الخاصة لاستقبال الوفد القطري رفيع المستوى الذي كان سيشارك في القمة الدولية التي تستضيفها مصر.
وقد نعت السفارة القطرية الضحايا الثلاثة، وهم: الشيخ سعود بن ثامر آل ثاني، وعبد الله غانم الخيارين، وحسن جابر الجابر.
أما المصابون، فقد جرى نقلهم على الفور إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي لتلقي العناية الطبية اللازمة، ويخضع اثنان منهم، هما عبد الله عيسى الكواري ومحمد عبد العزيز البوعينين، لمتابعة دقيقة، بينما وُصفت حالة السائق المصري بأنها مستقرة.
متابعة رسمية وتنسيق عالي المستوى لـ حادث سير الوفد القطري
حظي حادث سير الوفد القطري بمتابعة عاجلة على أعلى المستويات في كل من القاهرة والدوحة. فور وقوع الحادث، تحركت الأجهزة الأمنية المصرية على الفور، وتم تشكيل فريق تحقيق موسع للوقوف على كافة ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات، في ظل متابعة مباشرة من وزير الداخلية المصري.
وفي سياق متصل، أصدرت سفارة دولة قطر بالقاهرة بياناً رسمياً أعربت فيه عن بالغ الحزن والأسى لهذا المصاب الأليم، ووجهت الشكر والتقدير للسلطات المصرية على تعاونها واهتمامها الفوري بمتابعة تداعيات الحادث، وتقديم كافة التسهيلات اللازمة لنقل الضحايا والمصابين. وتنسق حالياً وزارتا الخارجية المصرية والقطرية لإنهاء الإجراءات المتعلقة بنقل جثامين المتوفين والمصابين إلى العاصمة القطرية الدوحة على متن طائرة خاصة.
وقد توالت رسائل التعزية والمواساة من عدة دول عربية، حيث أعربت المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية عن خالص تعازيهما لدولة قطر قيادة وشعباً في هذا الحادث المأساوي، وتمنياتهما بالشفاء العاجل للمصابين. كما قدم عدد من الشخصيات العربية المعروفة، مثل المستشار تركي آل الشيخ، التعازي عبر منصات التواصل الاجتماعي.
الخلفية السياسية: مهمة في قلب الأحداث
تكتسب تداعيات حادث سير الوفد القطري أهمية خاصة لارتباطها المباشر بالجهود الدبلوماسية المكثفة الجارية في المنطقة. فقد كان أعضاء الوفد المنكوب في مهمة تسبق انعقاد “قمة شرم الشيخ للسلام” التاريخية، التي تستضيفها مصر بالاشتراك مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتهدف إلى دعم السلام ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد جهود وساطة مكثفة قادتها كل من مصر وقطر.
إن وجود الوفد القطري، الذي لعبت بلاده دوراً محورياً في مفاوضات التهدئة وتبادل الأسرى، يؤكد على الدور النشط والحيوي الذي تلعبه الدبلوماسية القطرية في المنطقة، وأن أعضاء الوفد المتوفين كانوا يضحون بوقتهم وجهدهم في سبيل تسهيل هذا الدور الهام. وبذلك، فإن المأساة لا تمثل خسارة شخصية فحسب، بل خسارة أيضاً لجهود الاستقرار الإقليمي، وإن كانت غير مباشرة. وتواصل مصر استقبال الوفود المشاركة في القمة مع ضمان أعلى درجات التأمين والمتابعة.