تكنولوجيا

بشري للمكتئبين آلة “انتحار” تمنحك طريقة آمنة وسلسة لمفارقة الحياة

كتب بواسطة : محمد عبد الحي

لدى الحديث عن آلات الموت، غالباً ما نتحدث عن آلات بدائية تُصنَع لأداء وظيفة معينة ولكن من دون الأخذ بعين الاعتبار أقل مقومات السلامة لمستخدميها، مثل هذه الآلة:

هذه الآلة صينية الصنع والتي تحاكي قطار مدينة الملاهي تم صنعها -عمداً- بجودة رديئة بدلاً من إنفاق النقود على أجهزة محاكاة عالية التقنية.

أو أن نتحدث عن إحدى قصص الخيال العلمي كظهور آلات الذكاء الصنعي والذين قد سئموا من مهامهم الوضيعة وثاروا ضد مالكيهم، ومن الممكن أن يبدأ الأمر بافتتاح مطعم وجبات سريعة ومركز للتنحيف معاً، ولكن من دون شك سينتهي الأمر بالقضاء على الجنس البشري.

دون مبالغة، فإن (ساركو) Sarco هي آلة مخصصة لقتل أي شخص يدخلها، لقد قام (فيليب نيتشه) Phillip Nitsche بصنع هذه الآلة، الرجل الملقب بـ(طبيب الموت) أو Dr. Death.

(ساركو) هي أداة للقتل الرحيم مصنوعة بواسطة الطباعة ثلاثية الأبعاد، هي تبدو ككبسولة تتسع لشخص واحد، ويصبح كل شخص يدخلها قادرا على التحكم فيها مما يعطيه حرية تقرير أن يموت بملء إرادته، ولتحقيق ذلك، تقوم (ساركو) بملء القسم الداخلي منها بالنتروجين السائل، وبعد ستين ثانية يشعر من بداخلها بأنه مشوش الذهن وكأنه استهلك الكثير من الكحول – بحسب ما قاله (فيليب)، وبعد عدة دقائق يفقد الوعي تماماً، وفي مدة قصيرة لا تتجاوز الخمس دقائق يكون قد رحل عن هذا العالم.

يمكن للشخص الجالس في الداخل أن يوقف العملية إذا غير رأيه في أي وقت كان، وله أيضاً الحرية في أن يحجب رؤيته للعالم الخارجي طالما أنه في الآلة، أو أن يُبقي المشهد متاحاً عن طريق النوافذ الموجودة في (ساركو)، فالصانع على سبيل المثال يتخيل أنه سيموت يوماً ما وهو يتأمل غروب الشمس في مكان ما في أستراليا.

وفقا لـ(فيليب) أيضاً: ”لا توجد متعة في تسهيل الانتحار، على العكس، كان الهدف من صنع (ساركو) هو معرفة أن الانتحار خيار ويجب أن يكون متاحاً لأي شخص سليم العقل“، على أية حال، صحة العقل أمر نسبي.

آلة (ساركو) متاحة للأشخاص المكتئبين والمريضين عقلياً في حال تجاوزهم اختبارا يثبت بأنهم واعون لأفعالهم وقادرون على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضاً شرط يجب استيفائه من أجل الحصول على على الحق القانوني بإنهاء الحياة وهو شرط السن القانونية، حيث قال (فيليب) أن السن الأدنى هو 50 سنة في الولايات المتحدة التي لها نفس الآراء حول الموضوع مثل كبعض الدول الأوروبية على غرار هولندا، حيث أنه منذ عام 2001، أصبح الهولنديون قادرين على إنهاء حياتهم بشكل قانوني تماماً، وبمساعدة طبية كذلك.

ما زالت شرعية هذا الموضوع في الولايات المتحدة على الحياد حتى الآن، ففي كل من (كاليفورنيا) و(أوريغون) و(كولورادو) وبعض الولايات الأخرى على سبيل المثال، يعتبر قتل الشخص لنفسه قانونياً، ولكن فقط على مستوى الولاية، تماماً مثل تعاطي الماريجوانا (التي هي قانونية أيضاً في تلك الولايات)، إلا أن هذه القوانين التي تمنح الأشخاص الحق بإنهاء حياتهم تحت إشراف الطبيب ممنوعة من قبل الحكومة الفيديرالية.

على أية حال، لم يقصد بـ(ساركو) أن تكون متجراً يبيع الموت، بل على العكس يأمل (نيتشه) أن تُوفّر آلته خيار الموت السلمي والآمن للأشخاص الذين يعانون من مرض عضال، أو يعانون من الآلام المزمنة والمنهكة، أو حتى لأي شخص يريد الحصول على نهاية لطيفة في سن متقدم.

أضف تعليق . . .