أخبار ترندات مصر

ما هي تسريبات نيويورك تايمز المزعومة ؟ و ماهو موقف الشخصيات المصرية المذكورة بالتقرير ؟

ما هي تسريبات نيويورك تايمز المزعومة ؟ و ماهو موقف الشخصيات المصرية المذكورة بالتقرير ؟
كتب بواسطة : محمد عبد الحي

أثار التقرير الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية السبت الماضي عن حصول أحد صحافييها، ديفيد كيركباتريك، على تسجيلات صوتية مسربة من مصر جدلا كبيرا في الساحة المصرية الحكومية والإعلامية. وكانت التسريبات المزعومة عبارة عن اتصالات هاتفية بين ضابط مخابرات مصري ومجموعة من الشخصيات الإعلامية والفنية المصرية لإعطائها توجيهات من أجل إقناع الشعب المصري بقرار الرئيس الأمريكي نقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.

توالت ردود الأفعال من داخل مصر وخارجها على التقرير الذي نشره الصحافي الأمريكي، ديفيد كيركباتريك، في صحيفة نيويورك تايمز السبت الماضي 6 يناير/كانون الثاني.

وكانت الصحيفة الأمريكية زعمت في التقرير حصولها على تسجيلات صوتية بين ضابط مخابرات مصري يدعى أشرف الخولي، وأربع شخصيات إعلامية وفنية مصرية (الممثلة يسرا، الصحافي مفيد فوزي، ومقدما البرامج الحوارية عزمي مجاهد وسعيد حساسين) يحث فيها الضابط تلك الشخصيات على الترويج لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الاعتراف بمدينة القدس بما فيها شطرها الشرقي المحتل عاصمة لدولة إسرائيل وكأنه أمر واقع وأن على الفلسطينيين القبول بمدينة رام الله كعاصمة للدولة الفلسطينية. محتوى هذه التسجيلات يتناقض كليا معالموقف الرسمي المصري الذي يرفض القرار الأمريكي جملة وتفصيلا، حيث كانت الخارجية المصرية قد استنكرت القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأكدت أنها ترفض أية آثار مترتبة عليه ويعد مخالفا لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس الشرقية باعتبارها واقعة تحت الاحتلال.

أثار تقرير نيويورك تايمز جدلا كبيرا في وسائل الإعلام المصرية والدولية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي بين المؤيدين والمعارضين لما احتوته التسجيلات الصوتية من معلومات.

في المعسكر المصري، كان نشر قناة “مكملين” المحسوبة على “الإخوان المسلمون” للتسجيلات الصوتية نفسها، وهو ما لم تفعله الصحيفة الأمريكية، عاملا كبيرا في حدة رد الفعل الحكومي الرسمي وكذلك حدة الاتهامات التي وجهها الإعلاميون المصريون للصحافي الأمريكي ديفيد كيركباتريك وصلت لوصفه بالمتعاطف مع الإخوان المسلمين الذين تعتبرهم السلطات المصرية “تنظيما إرهابيا”.

بث سرعان ما نقلته على المباشر قناة “الجزيرة” القطرية، التي يتهمها النظام المصري بالتعاطف مع جماعة “الإخوان المسلمون”، واستعارته من قناة “مكملين”.

وبعد مرور يومين على صدور التقرير والضجة المثارة حوله في مصر، لم يصدر أي رد فعل عن الصحيفة الأمريكية ولم تنشر أي تعديل للمعلومات المذكورة فيه وهو ما يعني أن نيويورك تايمز متمسكة بصحة التقرير وليس لديها أية نية للاعتذار أو الرجوع عما فيه.

ردود الأفعال المصرية

أولى ردات الفعل الرسمية أتت من “الهيئة العامة للاستعلامات” التابعة لرئاسة الجمهورية المصرية في بيان لها  أصدرته مساء السبت 6 يناير/كانون الثاني يفند ما اعتبرته مزاعم نيويورك تايمز وأن ما نشرته الصحيفة لا يليق باسمها ومكانتها الكبيرة في عالم الصحافة. ووصف ضياء رشوان، رئيس الهيئة، تقرير الصحيفة الأمريكية “بالكاذب” في مداخلة له مع برنامج “الحدث اليوم” على القناة التلفزيونية المصرية التي تحمل نفس الاسم والتابعة للنظام، مؤكدا عدم وجود ضابط مخابرات مصري يحمل هذا الاسم وأوضح أن الهيئة خاطبت كافة وسائل الإعلام العالمية للرد على تقرير الصحيفة، وأن الهيئة تنتظر رد فعل الصحيفة الأحد، بنشر تصحيح للتقرير.

الشخصيات الأربع المذكورة بالتقرير تتوعد الصحيفة بالملاحقة القضائية

بدورهم، كذب الإعلاميون الذين ذكر اسمهم في التقرير هذا الأمر وأنكروا صلتهم بهذا التسجيل تماما وتوعدوا الصحيفة الأمريكية بالملاحقة القضائية.

ونفت الفنانة يسرا معرفتها بضابط المخابرات، وأكدت في اتصال مع الهيئة العامة للاستعلامات، نقلته وسائل إعلام مصرية، أنها لم تناقش مع أي شخص موضوع القدس مطلقا، وأنها لم تدل للإعلام بأية أراء تتعلق بموضوعات سياسية بل إنها لم تكن موجودة في مصر في تلك الفترة.

كما نفى عزمي مجاهد صحة هذا التسجيل واتهم الصحيفة الأمريكية بـ”الفبركة”، وقال مجاهد في مداخلة تلفزيونية: “محدش يزايد على وطنيتي… ولو كان لدى النيويورك تايمز أي تسجيلات تطلعها… ومدير مكتب نيويورك تايمز لديه توجهات ضد أجهزة الدولة، ويحاول الإساءة إليها عبر تقارير تدعي التضييق على حرية الصحافة”. ويذكر أن الصحيفة الأمريكية قد أشارت في تقريرها إلى أن عزمي مجاهد قد أكد لها صحة التسجيل.

الإعلامي المصري الشهير مفيد فوزي وصف التقرير “بالكذب المتعمد”، وقال في تصريحات لموقع مصراويالإلكتروني السبت: “لا أعرف ضابط مخابرات بهذا الاسم، وأنا معروف عني الصراحة، وتاريخي معروف، ولا أقبل توجيهات من أحد، والتقرير عليه علامات استفهام كبيرة، ونشر هذه الافتراءات في هذا التوقيت له أغراضه المفهومة، وعلى رأسها التشكيك في مؤسسات الدولة الوطنية، ومحاولة زعزعة الثقة في الإعلام”.

الإعلام المصري

وشن الإعلاميون المصريون هجوما لاذعا على صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، وتساءل الإعلامي المصري عمرو أديب عن الكيفية التي وصلت بها التسجيلات المسربة من نيويورك تايمز إلى القنوات التليفزيونية المحسوبة على الإخوان المسلمين في إشارة واضحة للتعاون بين الصحافي الأمريكي وصحافيين ينتمون للجماعة المحظورة في مصر.

بينما قال الصحافي محمود بكري، رئيس تحرير جريدة “الأسبوع” المصرية، إن تقرير الصحيفة الأمريكية يستهدف تشويه صورة مصر وأن هناك مخططا تمارسه بعض وسائل الإعلام الغربية بالتعاون مع أفراد جماعة “الإخوان المسلمون” من خارج مصر.

 

المصدر : france24

أضف تعليق . . .